الأسئلة الحديثية

معلوم أنَّ المدلس لا يقبل منه إذا عنعن، فلماذا قسّم الحافظ ابن حجر المدلسين في «طبقات المدلسين» إلى طبقات، وذكر أنَّ أهل الأولى والثانية تقبل عنعنتهم؟

معلوم أنَّ المدلس لا يقبل منه إذا عنعن، فلماذا قسّم الحافظ ابن حجر المدلسين في «طبقات المدلسين» إلى طبقات، وذكر أنَّ أهل الأولى والثانية تقبل عنعنتهم؟

أعلم أنَّ من وُصِفوا بالتدليس ليسوا سواءً، فمنهم المقل من التدليس، والمكثر من الراويات، ومنهم المقل في التدليس والراويات، ومنهم المكثر من التدليس، وإن كان مكثراً في الراويات، ومنهم من لا يروي إلا عن ثقة، ولما فتش ما دلسه عُلم أنّه لا يدلس إلا عن ثقة، ومنهم الذي هو مضعَّف، ومع ذلك يدلس، فجَمْعُ هؤلاء جميعاً في حكم واحد ليس من الإنصاف، ومخالف للاعتدال الذي قامت عليه قواعد هذا العلم المبارك، فليس من الإنصاف أن نقف في حديث الثوري، أو ابن عيينة، أو يحيى بن سعيد الأنصاري، من أجل بعض المواضع النادرة التي تنغمر في سعة ما رووا، والحافظ ابن حجر رحمه الله من أهل الاستقراء التّام والباع الطويل في هذا الفن، نعم من الممكن إذا ظهرت نكارة في بعض روايات أهل الطبقة الأولى والثانية، أُعلَّت هذه الراويات حسب ما ظهر منها بتدليس الراوي، والأمر أولاً وأخيراً اجتهاد من الحافظ رحمه الله -، ولما كان أهلاً لهذا الاجتهاد قبلناه منه، ما لم يظهر أقوى منه فيعمل به، وقد يُخالَف في بعض مَنْ ذَكَره، والله أعلم




للتواصل معنا