الأسئلة الحديثية

إذا قيل: «فلان هو في عداد ابن أبي شيبة» وما ذكروه يجرح ولا تعديل فما حاله؟

إذا قيل: «فلان هو في عداد ابن أبي شيبة» وما ذكروه يجرح ولا تعديل فما حاله؟

قولهم فلان في عداد فلان أو في مسلاخ([1]) فلان، أو من بابة فلان، أو يُنَظَّر بفلان، أو يُشبَّه بفلان، كل هذا يدل على أنَّه في منزلة المشبَّه به([2])، فهذا الرجل الذي قيل عنه، إنَّه في عداد ابن أبي شيبة، فمعنى ذلك أنَّه في منزلة ابن أبي شيبة في هذا الشأن.

فإذا مثلوا الراوي أو شبهوه برجل مشهور بالعبادة، فيكون حاله كحال المشبَّه به في العبادة، ولا يلزم من علو الشأن في العبادة، علوُّ الشأن في الحديث، بل أكثر العباد إن لم يكونوا من الأئمة المتقنين المعروفين بالخير، كالإمام أحمد، والإمام البخاري، والإمام علي بن المديني، وابن عيينة، والثوري وغيرهم -؛ فأكثر العباد مطعون في حديثهم، حتى قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين أكذب منهم في الحديث، وقال آخر: إذا رأيت في إسناد حديثك رجلاً من العُبَّاد، فاغسل يديك منه، والله المستعان([3]).

(تنبيه):

يُنظر ما ورد في السؤال: هل هناك ترجمة تدل على وجوده أم أنَّه أمر نظري فقط؟ والله أعلم.



([1]) المسلاخ هو الجلد وكذلك يطلق على الهدي والطريقة كما في «اللسان» (3/25).

([2]) وقد ذكر المؤلف في «شفائه»: (1/46) ألفاظاً أخرى تدل على هذا المعنى كقول أحدهم: كان فلان في قياس شعبة مثلاً أو نزاحم به شعبة أو نظير شعبة أو إذا ذكرت شعبة فاذكره أولاً يتأخر عن شعبة أو ليس بدون شعبة أو يقوم مقام أحمد أو كاف عن أحمد كما قال أبو داود في عبدالملك بن سليمان: «كاف عن أحمد» (6/397) «تهذيب التهذيب» أو قول أحدهم: «فلان في منوال شعبة، والقوم إذا استوت أخلاقهم قيل هم على منوال واحد» انظر «اللسان» (11/684).

([3]) روى مسلم في مقدمة كتابه من طريق محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن أبيه قال: لن نرى الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث، قال مسلم: يجري الكذب على ألسنتهم ولا يتعمدون الكذب (ص:17) وفي «شرح العلل» لابن رجب قال: ويروي عن أبي عبدالله بن منده قال: إذا رأيت في حديث: حدّثنا فلان الزاهد؛ فاغسل يدك منه، (1/387-389).