الأسئلة الحديثية

ماذا تحكم على حديث عائشة في الذي يخرج من الخلاء ويقول: «غفرانك»؟

ماذا تحكم على حديث عائشة في الذي يخرج من الخلاء ويقول: «غفرانك»؟

الحديث كل طرقه تدور على يوسف بن أبي بردة حسب علمي، ويوسف بن أبي بردة لم يوثقه معتبر، إنَّما وثقه ابن حبان والعجلي([1])، وهما متساهلان، وروى عنه جماعة فالذين يضعفونه يقولون: روى عنه أكثر من واحد، ولم يوثق من معتبر، أي: ولم يوثقه إلا متساهل، فهذا توثيق لا يُعْتَدُّ به، ويكون مستوراً، والذين يرون أنَّه صحيح على اختلاف وجهات نظرهم في هذا: فمن قائل: الرجل إذا روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، فبهذا يكون صدوقاً، أو حسن الحديث، والذي أراه في هذا الأمر: أنَّ حال يوسف بن أبي بردة لا يحتج به، لكن وقد صحح هذا الحديث جماعة من العلماء، ذكرهم شيخنا الألباني رحمه الله في «إرواء الغليل»([2])، ولم أعلم أحداً من أهل العلم ضعف هذا الحديث، فالنفس تطمئن إلى قبول هذا الحديث، لأن تصحيح الإمام من الأئمة لحديث ما، يكون تقوية منه لحال رواته في الجملة؟ فلماذا لا يقال: إن هؤلاء الأئمة الذين صححوا هذا الحديث، قد حسنوا من حال يوسف بن أبي بردة في هذا الحديث؟ لا سيما وأن الحديث يدور عليه؟ ومن قال: لعلَّهم صححوه لمتابعات له، قلنا: هذا أقوى، فإن وقف الأئمة على متابعات له، ونحن لم نقف عليها، وصححوا الحديث، أخذنا بقولهم، والله أعلم.



([1]) انظر «تهذيب التهذيب» (11/357).

([2]) برقم (52) فقد عزا تصحيحه إلى أبي حاتم الرازي وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم والنووي والذهبي، وعزا غيره تصحيحه للسخاوي المؤلف.

للتواصل معنا