الأسئلة الحديثية

ما معنى قولهم في حديث: «لا أصل له»؟

ما معنى قولهم في حديث: «لا أصل له»؟

أحياناً يقولون في بعض الأحاديث: «لا أصل له» بمعنى: أنَّه لا إسناد له يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد يكون موقوفاً أو مقطوعاً أو حكاية، وقد يكون بمعنى لا إسناد له أصلاً([1])، إنّما عرف في الكتب، واشتهر على ألسنة الأطباء، أو ألسنة القصاصين، أو على ألسنة العباد والوعَّاظ([2])، وقد يكون بمعنى لا أصل له أي: ليس له سند صحيح -، وإن كان له أسانيد ضعيفة، لكن لا تتقوى، والذي يقرأ في الكتب التي اعتنت بالأحاديث الضعيفة، يجد هذا بكثرة، على أنَّه يجب أن يعلم أنَّهم يطلقون قولهم: «لا يصح» بمعنى: أنَّ الحديث موضوع([3])، وليراجع في ذلك «الموضوعات» لابن الجوزي و«الضعيفة» لشيخنا الألباني رحمه الله-.



([1]) مثال ذلك قولهم: «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش».

قال الشيخ الألباني في «الضعيفة» (1/18 رقم4): «لا أصل له» أورده الغزالي في «الإحياء» (1/136)، فقال: مخرجه الحافظ العراقي: لم أقف له على أصل، وقال عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي في «طبقات الشافعية» (145-147): لم أجد له إسناداً.

([2]) مثال ذلك حديث: «البطنة أصل الداء، والحمية أصل الدواء…» إلخ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في «الضعيفة» رقم (252): لا أصل له، وقد أورده الغزالي في «الأحياء» مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال الحافظ العراقي في تخريجه: لم أجد له أصلاً، وأقره الحافظ السخاوي في «المقاصد الحسنة» (1035)، وقال ابن القيم في «زاد المعاد» (3/97): «وأمّا الحديث الدائر على السنة كثير من الناس: «الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء…» إلخ فهذا الحديث إنَّما هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قاله غير واحد من أئمة الحديث… إلخ اهـ.

الحمية: اتّخاذ نظم معين في الغذاء أوقاتاً، وأنواعاً ومقادير، كما هو مبسوط في كتب الطب النبوي، والله أعلم.

([3]) نقل ذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عن الشيخ ملا علي القاري، انظر «الضعيفة» (1/ص:139 رقم 104) وانظر مثالاً على ذلك في نفس المصدر برقم (78).

للتواصل معنا