الأسئلة الحديثية

ما الفرق بين رجل صدوق ساء حفظه بآخرة، وبين رجل مختلط؟

ما الفرق بين رجل صدوق ساء حفظه بآخرة، وبين رجل مختلط؟

الاختلاط يكون بعد استقامة، وكذلك التغير يكون بعد استقامة، فإذا كان كذلك فالذي تغير بآخرة، والذي اختلط في آخر عمره وساء حفظه بآخره، كلها كلمات مترادفة، بمعنى: أنَّ الرجل حديثه بآخره لا يحتج به، لكن هناك فرق بين التغير والاختلاط، فالتغير أخف من الاختلاط، فالتغير كأن يهم في رجل واسم أبيه، وأمَّا الاختلاط فربّما أنَّه يذكر إسناداً مكان إسناد آخر، أو يذكر متناً مكان آخر عن وهم أو عن غفلة([1])، وعلى كل حال: فهذه الألفاظ كلها لا يحتج بأهلها، وكل هذا يدل على أنَّ حديث هؤلاء لا يحتج به في هذه الفترة، ويحتج به فيما قبل هذه الفترة على تفاصيل في ذلك -، لكن قولهم: «فلان سيِّئ الحفظ» يدل على أنَّه من أول أمره هكذا، فحديثه كله لا يحتج به إذا انفرد، إلا أن يروي من كتبه، أو ينتقي من حديثه إمام، ونحو ذلك، والله أعلم([2]).



([1]) ذكر المعلّمي رحمه الله في «تنكيله» (ص:435، 689) أنَّ التغيّر أعم من الاختلاط وقد سبق معنا في السؤال رقم (10).

([2]) قال الخطيب في «الكفاية» (332): الأصل في سيء الحفظ الضعف إلا إذا حدَّث من كتابه المتقن أو عن شيخ مُدح فيه بالحفظ فقد قال يزيد بن زريع وقد سئل عن همام؟ فقال: كتابه صالح وحفظه لا يسوى شيئاً.

هذا وقد فرّق الحافظ ابن حجر في «النزهة» (ص:138-139) فقال: ثم سوء الحفظ وهو السبب العاشر من أسباب الطعن، والمراد به: من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه وعلى على قسمين:

· إن كان لازماً للراوي في جميع حالاته، فهو الشاذ على رأي بعض أهل الحديث.

· أو كان سوء الحفظ طارئاً على الراوي إما لكبره، أو لذهاب بصره، أو لاحتراق كتبه أو عدمها، بأن كان يعتمدها، فرجع إلى حفظه فساء فهو المختلط… إلخ.

للتواصل معنا