الأسئلة الحديثية

هل يلزم من صحة السند أو ضعفه، صحة المتن أو ضعفه؟

هل يلزم من صحة السند أو ضعفه، صحة المتن أو ضعفه؟

لا يلزم ذلك؛ لأنَّ السند قد يكون ضعيفاً، لكن المتن ورد من طرق أخرى صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة ضعفاً ينجبر، فيتقوى بها الحديث.

وأمّا قولهم: «صحة السند لا يلزم منها صحة الحديث أو المتن» فالمقصود منه صحة السند في الظاهر، أي: وبعد جمع الطرق اتضح لنا في السند شذوذ، فلو قُيدت هذه العبارة بالظاهر لكان أولى، ويكون الصواب في هذه العبارة: «لا يلزم من صحة السند في الظاهر صحة المتن أو الحديث» لأنَّ السند الذي فيه شذوذ ووهم ليس صحيحاً في الحقيقة، والشذوذ علَّة تقدح في الصحة، والشاذ من جملة الضعيف، والله أعلم([1]).



([1]) وممن نصّ على ذلك الإمام ابن الصلاح رحمه الله كما في «مقدمته» (ص:113)، ونقل الصنعاني في «التوضيح» (1/195-196) من فهرست الحافظ ابن حجر رحمه الله أنّه قال: فائدة عزيزة النقل كثيرة الجدوى والنفع، وهي: من المقرر عندهم أنَّه لا تلازم بين الإسناد والمتن لشذوذ أو علة وقد لا يصح السند ويصح المتن من طريق أخرى، فلا تنافي بين قولهم: هذا حديث صحيح لأنَّ مرادهم به اتصال سنده مع سائر الأوصاف في الظاهر، لا قطعاً لعدم استلزام الصحة لكل فرد من أسانيد ذلك الحديث، فعلم أنَّ التقييد بصحة السند ليس تصريحاً في صحة المتن ولا ضعفه، بل هو على الاحتمال فهو دون الحكم بالصحة أو الحسن للمتن إذ لا احتمال حينئذ. اهـ.

وانظر كلام العراقي في «التبصرة» (ص:136)، و«فتح المغيث» للسخاوي (1/310).

للتواصل معنا