الأسئلة الحديثية

فماذا لو قيل: وكذلك المجهول لو كان مجروحاً لصاحوا به، فيجب أن يحمل على أنَّه ثقة، أو على الأقل أنَّه يحتج بروايته؟

فماذا لو قيل: وكذلك المجهول لو كان مجروحاً لصاحوا به، فيجب أن يحمل على أنَّه ثقة، أو على الأقل أنَّه يحتج بروايته؟

ليس هذا الإلزام بصحيح، لوجود الفارق بين هذه الحالة والحال الأولى التي في السؤال السابق، فالراوي في الحالة الأولى مشهور، ومعروف بالاشتغال بالحديث، ومثل هذا المشهور يلتقي به النقاد المعاصرون له، ويرى حديثه النقاد المتأخرون عنه، فسكوت هؤلاء جميعاً عن الكلام فيه دليل على ثقته؛ لأنَّ الدواعي متوفرة للطعن فيه، إذا كان ثَمَّ سبب لذلك، فلمّا لم يُقل علمنا أنَّه ثقة؟ أضف إلى ذلك أنَّ الاشتغال بالعلم سبب إتقانه، وهذا بخلاف الرجل المجهول، الذي قد لا يسمع به النقاد، وقد لا يقع حديثه لهم، من أجل أن يحكموا عليه بمدح أو قدح، أو قد يكون حديثه قليلاً، فلا يتمكن الناقد من الكلام عليه، كما سبق في غير هذا الموضع.

فكيف يقال: هما سواء؟! فما بينهما وجه للتماثل أوالتشابه، والله أعلم([1]).



([1]) ويشهد لذلك ما مر من نقل السخاوي عن الذهبي رحمهما الله -.

للتواصل معنا