الأسئلة الحديثية

قول ابن معين في الراوي: «لا بأس به» هل هو كقوله: «ثقة»؟

قول ابن معين في الراوي: «لا بأس به» هل هو كقوله: «ثقة»؟

قال ابن أبي خيثمة لابن معين: إنَّك تقول: «فلان ليس به بأس»، و«فلان ضعيف»، قال: إذا قلت لك: «ليس به بأس» فهو ثقة، وإذا قلت: «هو ضعيف» فليس هو بثقة، ولا يكتب حديثه[1].

لكن من نظر في عدة تراجم؛ وجد أنَّ ابن معين يقول: لا بأس به، على من هم أهل التعديل المتوسط، بل وعلى من هو ليس بمرض عند ابن معين نفسه، كما قال في مندل بن علي العنزي، انظر «الكامل» لابن عدي (6/2447)[2]، مع أنَّ ابن معين كثيراً ما يقرن بين القولين فيقول: «فلان لا بأس به ثقة» فهذا اللفظ يطلقه كثيرا على من يراه ثقة، لكن ليس مطرداً، فإذا وثق الرجل غيره، حملناه على أنَّ الرجل ثقة، ولكن إذا قال غيره: «لا بأس به»، فيترجم له بـ «لا بأس به»، وقد ذكرت ذلك مفصلاً في «شفاء العليل» فارجع إليه في الباب الثاني([3]).



([1]) «الكفاية» (ص:60)، مقدمة «لسان الميزان» (1/13).

([2]) قال في مندل بن علي: «ليس به بأس»، فقال عثمان بن سعيد.

قلت: فأخوه حبان؟ فقال: صدوق، فقلت: أيهما أعجب إليك، قال: كلاهما وتمرّ أي: تشكك كأنّه يضعفهما. اهـ «الكامل» (6/2447).

([3]) «شفاء العليل» (جـ1/283-285).