س:. غير أن القانون والرئيس يجيزان هذا ؟
* لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وهم في حالات كثيرة يقولون الديمقراطية مفروضة علينا الديمقراطية ضغط بها علينا فلماذا يستغلون هذا الضغط وهذا الإلزام ويجعلونه دليلاً شرعياً لهم ، ومع ذلك فبقيت تفاصيل لا يتسع لها المقام
س:. لماذا وجدت مرونة من قبل الإخوان في التحالف مع من يختلفون معهم جملة وتفصيلاً في العقيدة والفكر لكنهم مع من يتفقون معهم في الإطار العقدي العام (السلفيون) جامدون جداً ؟
* شق من هذا السؤال سألت عنه عدداً ممن جالستهم من الإخوان من الذين ينشدون الاعتدال ويغارون على القضية الدينية لا الحزبية فقط فكانوا يقولون نحن سألنا الإخوة في الإصلاح هذا السؤال أيضاً ومع ذلك فالكثير منهم لا زال جامداً مع السلفيين ، لهذا ولغيره أرى أن القرار المصيري ليس للعلماء داخل الحزب وإنما هو للسياسيين والمنظّرين الحركيين ، وهذا مما يؤسف له لكننا بالجملة نقول كيف يكون هذا الوفاق مع من عُرفت مواقف الإخوان منهم ، ويوجهون ذلك ضد الرئيس ؟ وهناك من الإخوان من يقول بأن الاشتراكيين قد تغيروا ولم يعودوا باقين على اعتقاد( لا إله والحياة مادة) مع أن هذا الاعتقاد قد انتهى قبل هذا وإقرارهم لدستور الوحدة الذي ينص على أن جميع القوانين إسلامية دليل على ذلك ، فلماذا كفّرهم كثير من الإخوان بعد إقرارهم دستور دولة الوحدة؟ هذا مع أنني لا أرتضي إطلاقهم التكفير والعداء لكل فرد من الاشتراكي أو غيره من قبل فإن مسألة التكفير للمعين لها شروط وضوابط ، ولا يجوز التجرؤ والتساهل في هذا الأمر.
س:. هل موقف الشيخ عبد المجيد الزنداني منكم نفس موقف جماعته أم أن له موقفاً آخراً ولماذا.؟
* أنا أقول بأن الشيخ عبد المجيد ـ ومن كان على شاكلته ـ أكبر وأنزه من أن يقفوا منا هذا الموقف الذي لا يقفه مسلم مع مسلم ، ومع ذلك فأنا مسامح لكل من ظلمني ، وأمدُّ يدي لكل مخلص مصلح للتعاون على البر والتقوى بالضوابط الشرعية .
س:. هل كان لموقف الزنداني في الانتخابات الأخيرة (وكان موقفا مخالفا لحزبه) أثر في خلق حالة ود خاصة بينكم وبينه بعيد عن حزب الإصلاح؟
* الود بيننا وبين الشيخ عبد المجيد لشيء أكبر من هذه المسألة بعينها فإن هذه مسألة فرعية اجتهادية ، لأنها قائمة على الترجيح بين المصالح والمفاسد ، وهذا ضرب من الاجتهاد ، ومع ذلك فلا أستطيع الجزم بوضوح ما هو موقف الشيخ عبد المجيد في الانتخابات الماضية فلا يوجد موقف بارز عندي للشيخ حتى يقال كان ذلك سببا لهذا الود على أني أحب أن يكون الشيخ عبد المجيد على علاقة جيدة بالأخ الرئيس كما أحب أن تكون علاقة العلماء وقادة الأحزاب ومشايخ القبائل وأهل الحل والعقد الصالحين جيدة بالأخ الرئيس لأن العكس فوضى في البلاد ، ولا يفرح بها إلا مغرض أو أحمق.
س:. يقول الشيخ محمد المهدي بأن خروج الزنداني من جماعة الإصلاح يعتبر مكسباً للسلفيين هل تتفقون مع هذا الرأي .؟
* أنصح من كان وجوده معهم يخدم فقط قضيتهم السياسية لا العقيدة أن لا يكون معهم سواء الشيخ الزنداني أم غيره ومن كان بقاؤه أنفع للإسلام وأهله بنظرة شرعية لا حزبية يبقى ، وقد يجوز لشخص مالا يجوز لآخر ، وقد يباح حكم في وقت دون وقت ، كما هو معروف عند أهل العلم ، وقد تكلمت مع الشيخ عبد المجيد في جلسات جمعتني به قديماً وطلبت منه أن يعمل في نطاق أوسع من الحزب وأن يكون عالم شعب لا عالم حزب وللشيخ اجتهاده ووجهة نظره في بقائه فلا ألزمه بقولي ولا يلزمني باختياره لكن في نظري أن الشيخ لو ترك الدعوة إلى الحزب لانفتحت له القلوب أو أكثرها والشيخ رجل أمة لا رجل طائفة ويسرني أن يتحرر من هذه القوالب السياسية التي تصد الكثير من الناس عن أن يأخذوا منه ويرجعوا إليه ، ومع كونه في الإصلاح فهو موضع ثقة جمهور العاملين لما يرون من حرصه على العقيدة وهمّ الأمة لا همّ الحزب فقط ، لكن ذلك الحال سيكون أنفع في نظري لو ترك الانتماء لحزب بعينه لا سيما ونحن في بلد مسلم ، والله أعلم .
س:. في الانتخابات الماضية أفتيتم بعد جواز انتخاب غير الرئيس وقلتم بأن ذلك مخالف لمبادئ الإسلام هل هذا الموقف سياسي أم ديني خصوصا بعد توارد أنباء عن أنكم مطلوبون للإدارة الأمريكية كما فسر البعض موقف الزنداني بذلك وأن الحكومة تخترع مثل هذه الأوراق للضغط على الرموز الدينية المؤثرة .؟
* من ناحية كون الموقف سياسيا أم دينياً لقد ذكرت هذا في الفتوى بكل وضوح وقلت إنها فتوى دينية والفتوى مكونة من 15 ورقة ويمكن أن يرجع إليها لكني أقول الأصل أن ولي الأمر لا ينافس أما حين يصبح الأمر مفروضاً إما ديكتاتورية وإما ديمقراطية هنا سننظر باعتبارات خارجة عن مجرد النظر إلى النص فقط وذلك بالنظر إلى أخف المفسدتين ولا دخل لهذا برضا الرئيس أو سخطه فقد أفتيت بهذا والرئيس على يميني وقلت إنها فتوى دينية لا ديمقراطية ، أما قضية فلان مطلوب وفلان غير مطلوب فلم أسمع بهذا إلا من الإخوان ومن كان على شاكلتهم سامحهم الله ، فإذا قلنا كلمة حق فيها رفق ولين مع ولي الأمر قالوا عملاء لأمريكا وللسلطة وإذا خالفنا طريقة الإخوان قالوا أمريكا تطلبهم ، ولا ندري بماذا يُمدح المرء عندهم : أبرضى أمريكا عنه أم بمطالبتها له وسخطها عليه ؟ ولهذا نقول لهم ولغيرهم دعوتنا واضحة ومواقفنا ضد العنف وترويع الآمنين المسالمين ظاهرة ونحن من أكثر من يدعو إلى توطيد الأمن والأمان في البلاد ، وكتاباتي في هذا وأشرطتي غير خافية فدعونا من الإرجافات والتناقضات وحسبنا الله ونعم الوكيل .
س:. لماذا دعوتم إلى انتخاب مرشح المؤتمر الشعبي العام؟
* لأنه ولي الأمر ولأن ولي الأمر إذا نوفس أدت هذه المنافسة في بلاد المسلمين إلى مفاسد عظيمة فإذا كانت هذه المفاسد تفوق المفاسد التي هو واقع فيها أو واقعة فيمن حوله ومعه فمن ناحية شرعية لا يجوز الإقدام على ذلك على أن في المسألة تفصيلاً يُذكر عند الحاجة إليه .
س:. أنت دعوت إلى انتخابه لأنه ولي الأمر لكن القانون يقول بأنه يصير مواطنا عادياً أثناء التصويت وهنا تسقط عنه ولاية الأمر؟
* القانون لا يحل الحرام ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق دستوراً كان أو طائفة أو هيئة ، ومع ذلك فالنظر إلى تزاحم المصالح والمفاسد أمر لا بد منه أيضاً ، وهذا من جملة ما يأمر به الشرع .
س:. لم يحدد الدين آلية لاختيار الحاكم وإنما ترك الأمر للاجتهاد حسب الحاجة العامة فهل تعتبر الانتخابات آلية شرعية حديثة لانتخاب الحاكم أم لأن مقدمها من الغرب كان سببا في تحريمها؟
* صحيح أن الأمر فيه سعة لكنها سعة منضبطة وليست منفلتة فالنبي صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر على قول عند بعض أهل السنة وعلى قول لم يستخلفه وأبو بكر استخلف عمر وعمر جعل الخلافة في ستة يختارون واحداً منهم وهذا يعني الرجوع إلى أهل المشورة وأهل الحل والعقد لكن لا أحد يرجع حالياً إلى أهل والعقد ولم يبق سوى هذا الموجود (الشارع) و(الصناديق) ، فهنا يُنظر إلى المصالح والمفاسد ، ويعمل بما فيه تقليل للشر وتكثير للخير ، وليس كل ما جاء من الغرب أو الشرق مقبولاً مطلقا أو مرفوضاً مطلقاً ، فكم استفدنا من بعض ما ورد إلينا من الشرق أو الغرب ، وكم تضررنا من بعض الأشياء ، ولكن العبرة بموافقة الشرع أو مخالفته .
س:. هل أنت راض عن الواقع السلفي في اليمن بما فيه من انقسامات لم تحدث ربما في تاريخ أية طائفة .؟
*لا شك أن الرضى والسخط مسألة نسبية فإذا قارنا هذا الحال بحال الصحابة والتابعين والقرون المفضلة وما كان على نحو ذلك فلا شك أني لستُ راضيا وأطلق القول في هذا أما إذا قارنا حال السلفيين اليوم بحالهم قبل عشر سنوات أو أكثر أو أقل فأنا راض وفرح بهذا الحال الذي وصلوا إليه من نزع فتيل المهاترات والنضوج في الفهم ومن الائتلاف وسعة الصدر لبعضهم كذلك فهمهم الصحيح لمفهوم (أهل السنة) فقد كان هناك من يفهم أنك إذا خالفته في شيء ما تخرج من دائرة أهل السنة والجماعة وهذا الحال تغير وأصبح هناك من يفهم الفهم الصحيح وأصبح التعاون قوياً بين جمهور العاملين ، وتحسّنت النظرة نحو الآخرين في ميدان السنّة ، وفتح باب التناصح ، وأغلق باب التفاضح ، وضبط أمر الولاء والبراء بضوابط علمية صحيحة ، وحصل تغليب جانب العلم والعمل على جانب الهدم والجدل , هذه المكاسب وغيرها تجعلني أرضى عن الواقع السلفي في اليمن وأتمنى له المزيد من النضوج والقوة وأما دعوى الانقسام الذي ربما ليس له نظير ، فلا تخلو من مبالغة واضحة ، والله أعلم .
س:. هل النضوج الحاصل مع الشتات أفضل عندك؟
* نعم هذا خير عندي مما كانوا عليه قبل بكثير ، ومع وجود الشتات من البعض ، فقد حصل ائتلاف أعظم وأنفع مع آخرين ، ونحن لم نسع للشتات ولكن فرضه علينا الغلاة فكانت العاقبة أحمد ولله الحمد ، ثم إن الغلاة بفهمهم هذا لابد أن يصيروا إلى انقسام وشتات ، كما هو حاصل الآن فيهم ، لأن هذا فكر يتآكل ولا يتكامل .
س:. كنتم تصنفون الناس حسب ولائهم للوادعي والشيخ ربيع(شيخ سلفي سعودي مشهور بغلوه ومرجعية لكثير من السلفيين في اليمن) في السابق لكنك قلت بعد موت الوادعي “صبرنا وصبرنا وآخر الدواء الكي وذهب زمن الخوف” على ماذا صبرتم وقد كانوا نقطة عبور إلى السلفية .؟
* “يقاطع أبو الحسن مبتسما” ويقول : هذه دعوى تحتاج إلى دليل .. أنا ما كنت أصنف الناس على ولائهم للوادعي أو المدخلي يوماً من الأيام ولا للشيخ ابن باز أو الألباني أو غيرهما ممن هم أفضل ممن ذكرت لأن تصنيف الناس بهذه الطريقة من عمل أهل البدع لكن غيري كان يفعل ذلك ، وقد تحسّن الحال كثيراً ولله الحمد ، ومن ظن ذلك فيَّ فبحسب علمه ، وفوق كل ذي علم عليم .
س:. في سؤالك للشيخ الألباني عمن يتكلم فيهم أجاب( لا يتكلم في الشيخ مقبل والمدخل إلا مبتدع أو جاهل ) واتفقت معه؟
* كيف عرفت أني اتفقت معه؟ أنا سألت الشيخ الألباني (هناك من يطعن في فلان وفلان ما هي نصيحتك لهولاء) ؟ أنا سائل فقط فكيف تحملني هذا الجواب؟ وأنا كنت ولا زلت متفقاً مع الشيخ الألباني رحمه الله في الإنكار على من يسب ويفضح لا من يوجه وينصح.
س:. لكنك سألت منكرا؟
* نعم هناك من يسب هذين الشيخين .. أنا اتفقت مع الشيخ الألباني بشأن من يسبهما وإلى الآن لست مع من يسبهما ولا مع من يقدسهما ويوالي ويعادي فيهما.
س:. لم يكن السؤال يتحدث عن السب؟
* كان السؤال عمن يطعن فيهما وأنا إلى الآن أنكر على من يطعن فيهما أنا أختلف مع الشيخ ربيع وهذا الخلاف علم به القاصي والداني ومع ذلك لا أرضى بسبّه أو ظلمه.
س:. لكنك يا شيخ قلت (لقد ذهب زمن الخوف وصبرنا وصبرنا وآخر الدواء الكي) كان هذا كلامك في معرض ردك على الشيخ ربيع؟
* هذا دليل لي وليس عليَّ أي صبرنا وصبرنا على خلافك يا شيخ ربيع وعلى مناصحتك وهذا لا يعني أني كنت راضياً عن كل أفعاله وطرحه ، وذهاب زمن الخوف عن الطلاب المحبين للخير الخائفين من سلاطة لسان الشيخ ربيع عليهم إذا خالفوه أما أنا فأرد عليه وأناقشه وأخالفه في عدّة أمور من سنوات وهو مقر بذلك ، وكتابي ” السراج الوهاج ” سنة 1418هـ قبل ظهور الخلاف معه بخمس سنوات دليل على ذلك ،
س:. هل للسلفيين في اليمن مراجع دينية موحدة كما هو الحال عند الشيعة.؟
* الدعوة السلفية بالوضع الذي هي عليه الآن في اليمن دعوة حديثة وجديدة وليس فيها إلى الآن مشايخ كبار علماً وسنّاً هذا في الجملة إذا استثنينا مثلاً الشيخ العمراني نسأل الله أن يمد في عمره على خير ومن كان على شاكلته , لكن في الغالب أن المشاهير في الدعوة السلفية والذين يدور عليهم قطب رحى الدعوة عند الشباب السلفي والذين لهم أثر فعال في إيجاد هذه اليقضة العلمية والنهضة الموجودة اليوم أغلبهم في سن الشباب أو سن الكهول فليسوا من الكبار المتبحرين في العلوم وليسوا من كبار أهل الاجتهاد والاستنباط ..هم طلبة علم وباحثون آتاهم الله شيئا من الفهم والعلم في الكتاب والسنة وقواعد الأئمة ، عندهم اجتهاد مقيد أو جزئي في بعض المسائل والاجتهاد يتبعض عند أهل العلم وبمجموعهم يشكلون مرجعية موثوقًا بها وثمرتهم المباركة في البلاد في الرجال والنساء دليل على الاطمئنان إلى مرجعيتهم .
س:. لكن كيف نستطيع معرفة موقف سلفي موحد في قضية ما ؟
* نقول ما لا يدرك كله لا يترك جله .. إذا لم يكن هناك مرجع مطلق فبمجموع الحاصل يشكلون مرجعية فإذا اجتمع جمهورهم على القول الذي فيه النفع في الحال والمآل إن شاء الله تعالى عَمل به من يثق بهم .
س:. شكرا جزيلا لكم يا شيخ وجزاكم الله خيرا
* وأنتم أيضا بارك الله فيكم وشكرا لكم ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم مفاتيح خير ومغاليق شر .